المشاركات

عرض المشاركات من 2011

متطرف تحت المجهر

متطرف تحت المهجر لا أذكر من هو الشاعر , ولا من الخليفة أو الامير الذى قال الشاعر شعره بين يديه, لكن بيتى الشعر اللذين تبادلهما الشاعر والامير , فوضع كل منهما وجهة نظره فى بيت الشعر الذى ارتجله من وحى الموقف. فيبدو أن الامير (أو لعله كان الخليفة المنصور) كان متسرعا يعجل الفعل قبل أن يتدبره فى روية وأناة: فوجه اليه الشاعر النصح فى بيت من الشعر ,مؤداه أن صاحب الرأى من واجبه أن يتدبر رأيه قبل أن ينتقل به الى مجال التنفيذ, أذ لا يفسد الرأى الا أن يتعجل صاحب الى الفعل قبل ان يستيقن من صواب ذلك الراى . وهنا أسرع الأمير (أو الخليفة) بالرد فى بيت الشعر , أجراه على منوالا البيت الذى قاله الشاعر , الأ أنه أخذ فيه بوجهة نظر مضادة , أذ قال : أن صاحب الراى ليس فى حاجة الى التدبر بقدار ما هو بحاجة الى العزيمة , اذ ليس ما يفسد الراى هو الاسرع به نحو التنفيذ , وانما يفسده أن يترد صاحب فى تنفيذه. وهذان هما البيتان: قال الشاعر : اذا كنت ذا رأى ,فكن ذا تدبر فإن فساد الرأى أن تتعجلا فأجاب الامير : اذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة فأن فساد الرأى أن تترددا واذكر أنى فى ساعة من ساعات الفراغ , أ

أنا المسجد و الساجد

أنا المسجد والساجد روى لى الراوى فقال : أتذكر روضة "ريجنت" فى لندن ؟ أنى لآعلم كم أنفقت فى أيامك الخوالى من ساعات فى تلك الروضة الفسيحة الجميلة , وأعلم أنها كانت لك المنتزه , والملاذ والمحراب . فلما أقيم المسجد على حافتها , ازدانت به الروضة . وأزدادت وقارأ على وقارها . ولآنى أعلم عن صلتك بتلك الروضة ,تعمدت أن أزورها , عندما قضيت بضعة أيام هناك - قضيتها فى مزيج من راحة وعلاج - وما أن بلغت الروضة , حتى أخدت سمتى نحو الأماكن التى أعلم أنها كانت أثيرة لديك , بادئا جولتى ببستان الورد . وفى ركن ظليل من أركانه , جلست على الكنبة الخشبية , وهى الكنبة التى اعتدت أنت الجلوس عليها .. أنتى يا أخى لآ أعرف لذلك البستان - بستان الورد - فى روضة "ريجنت" شبيها. ولم ألبث فى خلوتى تلك الا دقائق , حتى جاء ليجلس معى على الكنبة رجلان هنديان ملتحيان , وأخذا يتحدثان بالانجليزية ولم أنصت , ولكن لم يكن فى وسعى ألا أن تسمع أذناى , فلما سمعت فى حديثهما كلمة "المسجد" تتردد أنصت لأرهف السمع , فكان ختام حديث الرجلين هذا السؤال وجوابه : - أذاهب أنت معى إلى المسجد ؟ - ياصديقى أنا ال

ضاعف قدرتك على القراءة

الفصل الأول القراءة الفورية يتدفق علينا كل يوم عبر الكلمة المقروءة سيل جارف من التقارير والمذكرات والمناهج والرسائل الإلكترونية والخطابات والمجلات والجرائد اليومية والفاكسات, وغيرها من الصفحات المكتوبة التي علينا أن نتعلمها ونتذكرها, وقبل ظهور جهاز الكمبيوتر اعتاد كل منا على الشكوى من عدم وقت كافي لديه للقراءة (على سبيل المثال الصحف اليومية ومقالات المجلات والكتب) التي تكفل لنا الحصول على ما نحتاج إليه من المعلومات. ومع قدوم الكمبيوتر الشخصي الخاص بالمكاتب تدهورت الأوضاع للأسوأ, فما زالت التقارير والنشرات والمذكرات والمجلات والكتب تتراكم أمامنا, كما انضمت إليها الفاكسات والرسائل الإلكترونية وشبكة الإنترنت وغيرها من شبكات المعلومات حول العالم.. ومع ظهور كل هذه الأشياء دخلنا جميعاً في مرحلة من التحدي لاحتوائها, والتعرف إليها إذا ما أردنا النجاح في عملنا, والحصول على الخيارات المدروسة, وتحقيق حياة أفضل.. ونحن مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نقرأ, وأن نستوعب هذا السير المنهمر الذي تأتي به المطبعة لدينا.. واليوم يشعر معظم القراء وحتى القارئ السريع منهم بعدم القدرة على استيعاب كل ما تخرج

ڨولتير محطم الخرافات

ڨولتير محطم الخرافات يهفو الذهن إلى ذكرى ڨولتير كلما هبت على الأمة عواصف الظلام التى تقيد الحرية وتسوغ الاعتقال وتمنع الكتب وتراقب الصحف وتضع الحدود والسدود للعقول , وتنتهك النفوس البشرية بأفظع مما ينتهك الفاسق الأجساد البشرة . ذلك لأن ڨولتير عاش من أجل الحرية . وكانت إيماءة حياته احترام الإنسان وكرامة الناس وحريتهم . ومن الحسن أن نقرأ تاريخه , ومن الأحسن أن يقرأه أولئك الذين حملوا النيابة العامة فى مصر على أن تقوم بأكثر من أربعمائة تحقيق مع الصحف فى أقل من سنتين بين سنة 1944 و 1946 , ثم بعد ذلك منعوا بعض الكتب الأوربية من الدخول إلى مصر , كما منعوا بعض المؤلفين من طبع مؤلفاتهم ونشرها . ولد ڨولتير فى عام 1694 ومات فى عام 1778 . وتغير تاريخ أوربا بحياته , إذ نقل هذه القارة من التعصب إلى التسامح ومن التقييد إلى التحرير . وغرس بذلك شجرة الديمقراطية , وحمل على العقائد والخرافات الضارة فحطمها , كما بسط الآفاق لحكم العقول , فظهرت الحكومات المدنية العصرية . وقد كان ڨولتير يمثل الطبقة الجديدة البازغة , طبقة الصناعيين والتجاريين الذين شرعوا يأخذون مكان النبلاء فى المجتمع الأوربى , ومن هنا كان