متطرف تحت المجهر
متطرف تحت المهجر لا أذكر من هو الشاعر , ولا من الخليفة أو الامير الذى قال الشاعر شعره بين يديه, لكن بيتى الشعر اللذين تبادلهما الشاعر والامير , فوضع كل منهما وجهة نظره فى بيت الشعر الذى ارتجله من وحى الموقف. فيبدو أن الامير (أو لعله كان الخليفة المنصور) كان متسرعا يعجل الفعل قبل أن يتدبره فى روية وأناة: فوجه اليه الشاعر النصح فى بيت من الشعر ,مؤداه أن صاحب الرأى من واجبه أن يتدبر رأيه قبل أن ينتقل به الى مجال التنفيذ, أذ لا يفسد الرأى الا أن يتعجل صاحب الى الفعل قبل ان يستيقن من صواب ذلك الراى . وهنا أسرع الأمير (أو الخليفة) بالرد فى بيت الشعر , أجراه على منوالا البيت الذى قاله الشاعر , الأ أنه أخذ فيه بوجهة نظر مضادة , أذ قال : أن صاحب الراى ليس فى حاجة الى التدبر بقدار ما هو بحاجة الى العزيمة , اذ ليس ما يفسد الراى هو الاسرع به نحو التنفيذ , وانما يفسده أن يترد صاحب فى تنفيذه. وهذان هما البيتان: قال الشاعر : اذا كنت ذا رأى ,فكن ذا تدبر فإن فساد الرأى أن تتعجلا فأجاب الامير : اذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة فأن فساد الرأى أن تترددا واذكر أنى فى ساعة من ساعات الفراغ , أ